حكم اشتراط الرجل على زوجته مبلغاً من المال مقابل سماحه لها بالعمل
السؤال: سافر رجل مع زوجته التي تعمل خارج بلادها كمحرم لها، وترك عمله ومصدر رزقه، فهل له حق في مالها الذي اكتسبته؟
الجواب:
من كانت له زوجة موظفة معلمة أو طبيبة يعني: وظيفة جائزة، مثلاً في المدينة، فهو لا يستطيع أن يتركها هنا تشتغل ويذهب هو إلى بلاده، فهذا لا يجوز أبداً، بل يبقى مصاحب لها هنا في المدينة يبيت معها ويرعاها ويحميها. أما هل له حق في مالها؟ من أين له الحق؟ إلا إذا اشترط عليها عند الوظيفة فقال: اسمعي أسمح لك أن تتوظفي بشرط النصف أو الربع أو الثلث لي فإن وافقت فذاك، وإن قال: أنا لا أسمح أبداً أن تشتغلي في المكان الفلاني فله الحق، ولا حق لها أن تطالب بالعمل أبداً ولا تأخذ أجرة.الخلاصة إذا كان عند ذهابها اشترط عليها قائلاً: أفسح لك المجال لأن تشتغلي على شرط أن الدخل لنا معاً، وليس خاصاً بك، فهذا على ما اتفقوا، وإذا كان ما اشترط فلا حق له فيه؛ لأنه سمح لها، والمال مالها.
كيفية العمرة لمن كان في المدينة
السؤال: يا شيخ من تجرد من ملابسه في المدينة هل له أن ينوي العمرة بمحاذاة الميقات؟
الجواب:
يتجرد في المدينة ويغتسل، وإذا حاذى الميقات بدون ما ينزل ولا يصلي ركعتين، يلبي وصحت عمرته. وكيف يروح لجدة؟! لا بد وأن يمشي إلى جدة محرماً. فإذا مشى محرماً يبقى في جدة يومين .. ثلاثة أيام.. عشرة أيام وهو محرم، ويدخل مكة يطوف ويسعى، هذا فقط.
حكم إعطاء الزكاة للبنت الفقيرة
السؤال: هل يجوز للرجل المسلم أن يعطي من زكاته لابنته الفقيرة؟
الجواب:
لا يجوز أن تعطى الزكاة للأبناء ولا للآباء؛ إذ نفقتها واجبة عليك. فابنتك إذا كانت فقيرة يجب أن تنفق عليها، وكذلك جدك الفقير وأبوك الفقير، أي: الأصول والفروع، أما الإخوة والأعمام والأخوال الفقراء فيعطون من الزكاة، وأما أولادك من البنين والبنات فما يعطون من الزكاة. وإذا كان هناك ابن بنتك فقير، وعنده أسرة وزوجة وأولاد فلا بأس أن تعطيه من الزكاة
الرد على من يقول بشفاعة صاحب القبر لمن يطوف بقبره ويدعوه
السؤال: هناك شبهة يطرحها من يطوف بالقبور، ملخصها: أن طوافنا بقبر الولي ودعوته حباً له وتقرباً لله حتى يشفع لنا؟
الجواب:
هذه فلسفة إبليسية، أي: من وحي الشيطان. آلله أمركم بهذا وتعبدكم به؟ آلرسول الكريم وصاكم بهذا، قال: تمسحوا بالقبور وطوفوا حولها متبركين بها لتشفع لكم. والله ما قال الله ولا رسوله، هذا كذب، ومن قاله هو والله الشيطان، وهو الذي زينه في قلوبهم. والذي تتوسل به إلى الله أن تسلم وتقول: السلام عليك يا فلان ورحمة الله وبركاته، اللهم اغفر له وارحمه. نعم، هذا ولي الله، دعوت الله له لك الأجر، أما أن تجعله إلهاً مع الله وتدعوه وتستغيث به، هذا والله لئن يذبح المرء ولا يرضى بهذا؛ لأنه ينمحي من الإسلام.ولولا لطف الله -كما قلت لكم لأنهم جهال لا يعرفون- أكثرهم يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله حتى ينجو من الخلود في النار.
حكم من كان في المدينة ولم يتم له أربعين صلاة في المسجد النبوي
السؤال: إذا لم أتم أربعين صلاة في المدينة ورحلت إلى مكة فهل عليَّ شيء؟
الجواب:
حديث: ( من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، وارد في السنن لكنه ضعيف السند، وعلمنا بضعفه خفف عنا آلاماً، وأيام كنا نعتقد أن الحديث صحيح كان لا يستطيع الإنسان أن يفارق المدينة قبل ثمانية أيام، وإن خرج فهو في كرب، ولما كان الحديث غير صحيح نقول: يجزئك أن تصلي ركعتين في المسجد وتسلم على الحبيب وصاحبيه ومع السلامة، ولكن ما فقدنا هذه العظيمة بالمرة، فقد صح الحديث أن ( من صلى في جماعة أربعين صلاة لا تفوته تكبيرة الإحرام كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، سواء في الصعيد أو في الجبال وإلا في السهول في الشرق أو الغرب، فقط يصلي في جماعة وليس وحده، وأربعين يوماً لا تفوته تكبيرة الإحرام، فيكون مع الصف أول ما يكون، عندئذ يكتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب، وهذه الفضيلة عرفها جماعة التبليغ الهنود، ونفعهم الله بها؛ لأن انقطاع العبد إلى ربه أربعين يوماً يطبع نفسه بطابع آخر، وسنة الله من عاشر قوماً أربعين يوماً كان منهم، وأخذ عاداتهم، ويدلك لهذا هذا الحديث: ( من صلى في جماعة أربعين يوماً لا تفوته تكبيرة الإحرام كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، والحمد لله، من حافظ على صلاة الجماعة أربعين يوماً يأتيه الطابع، ولن بموت كافراً أبداً أو منافقاً.
حكم التيمم بالحجار
السؤال: هل يجوز التيمم بالحجار؟
الجواب:
الأصل في التيمم أنه يكون بالتراب، فإذا لم تجد تراباً فكل ما صعد على الأرض من حجارة .. من سبخة .. من رمل .. من تراب هو مما يتيمم به، أما قال تعالى: فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا [النساء:43]، والصعيد هو الذي صعد على وجه الأرض، وإن وجدت التراب فهو أفضل، وإن لم تجد فالحجارة، فقط الحجارة المصنوعة لا يجوز التيمم بها؛ ولكن التراب والرمل والسبخة والحجارة الصماء وكذا.. كلها مباحة للتيمم.
حكم التصدق على الفقراء بدلاً من العمرة
السؤال: اعتمرت عدة مرات، والعمرة تكلفني كثيراً من المال وعندنا ضعفاء، فهل العمرة أفضل أم التصدق على الضعفاء في بلدي؟
الجواب:
إذا كان الفقراء محتاجين لا قيمة للعمرة مع الإنفاق عليهم، وإذا كانوا ليس في جوع ولا عطش وإنما يريدون الفرفشة وأكل البقلاوة والحلاوى فالعمرة أفضل.
الخلاصة إذا كان الفقراء في حاجة إلى الطعام والشراب أو الكساء، فلا قيمة للعمرة أبداً مع إطعامهم؛ لأنه واجب، وإذا كان تعطيهم فقط ليتوسعوا في النفقة وفي الأكل والشرب، لا، العمرة أفضل.
الفرق بين الرسول والنبي
السؤال: قلت: إن عدد الرسل ثلاثمائة وأربعة عشر رسولاً، ما الفرق بين الرسول والنبي، وما عدد الأنبياء والرسل؟
الجواب:
أولاً: ما من رسول إلا وهو نبي، أولاً: ينبأ ثم يرسل، هذه قاعدة، أولاً: ينبأ، يخبره، ثم يبعث به البلد الفلاني، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، والأنبياء عددهم مائة وأربعة وعشرين ألفاً، فالنبي ينبئه الله، يوحي إليه ويكلمه، لكن لا يكلفه بإبلاغ الرسالة وحمل الدعوة، فهو يعبد الله مع ذاك الرسول الذي معه، فدرجة النبي دون الرسول، والرسل الذين حملوا الرسالة وبلغوها هذا العدد، أخبر بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم استعمال الإبر لمريض السكر في نهار رمضان
السؤال: مريضة بالسكر وهي تعمل الدواء عن طريق الإبرة، فهل الإبرة تفطر إذا عملتها في نهار رمضان؟
الجواب:
الله تعالى نسأل أن يشفيها. وقد ذكرتنا بأن حبيباً من أحباء ربنا من الصالحين مرض بالأمس، ونقل إلى المستشفى، فهيا ندعو بالشفاء له: اللهم! اشف عبدك ممدوحاً وعجل بشفائه ورده إلينا بالمدينة، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا؛ إنك ولي ذلك والقادر عليه، واشف هذه المؤمنة.أما استعمال الإبرة فلا يفسد الصيام، اللهم إلا إبرة التغذية التي تحمل الغذاء للجسم، هذه كالطعام.إذاً: تستعملي الإبرة وكلي واشربي، وإذا شفاك الله قضيت الصيام. أما إبرة ليست للتغذية سواء كانت في العرق أو في العضل جائزة ولا حرج.
حكم المرأة الحائض إذا أرادت العمرة وخشيت ذهاب رفقتها
السؤال: امرأة تسافر اليوم للعمرة ولكنها حائض، وهي سوف تمكث بمكة أربعة أيام، ولا تكفي هذه المدة لذهاب مدة الحيض، وهي مرتبطة بالسفر مع الناس، فماذا تعمل؟الجواب: تحرم هنا مع المعتمرين، تغتسل وتلبي: لبيك اللهم لبيك عمرة، وتمشي مع إخوانها وأقاربها، ثم إذا نزلوا تبقى في الغرفة التي نازلة فيها، فإن طهرت اغتسلت وطافت وسعت وقصرت، وإن ما طهرت وقالوا: تمشي معنا، هي تقول: اجلسوا معنا يوماً يومين، وتحاول فما استطاعت، قالوا: ما نستطيع، لا بد أن تمشي من الآن، ففي هذه الحال عليها أن تغتسل وتشد على فرجها إزاراً حتى لا يسيل الدم، وتطوف وتسعى وتقصر من شعرها وقد تمت عمرتها، وعليها ذبح شاة، فإذا ما استطاعت تصوم عشرة أيام في بلادها.
المقصود بالإسراع في الجنازة
السؤال: هل المقصود بالإسراع في الجنازة هو الإسراع في تجهيزها، أم الإسراع بالمشي بها إلى القبر؟
الجواب:
الإسراع في الجنازة كل هذا صالح، ولا ينبغي أن يموت أحدنا ويبقى في البيت يوماً أو يومين، لا يجوز.والآن لولا هذه الثلاجات والمبردات التي يوضع فيها المريض حتى يعرف من هو وليه .. كذا، أو الأسباب التي مات بها، فالإسراع عام، ولو توفي على الفور يغسل ويكفن وينقل إلى المقبرة، ويصلى عليه ويدفن، فالإسراع ليس فقط في المشي وراء الجنازة بسرعة، بل في كل جزئياته، والإسراع بالجنازة ليس بالهرولة والجري كما يفعلون، فقط عدم التباطؤ، عجلوا به، والنفس تقول: عجلوا بي، عجلوا بي. فلهذا كلمة الإسراع عامة من وفاته إلى أن يدفن.
حكم صلاة الجنازة على تارك الصلاة
السؤال: هل تجوز صلاة الجنازة على تارك الصلاة؟
الجواب:
لا يجوز، ومن لم يعرفه صلى عليه، أما العالم فلا يصلي، فإن تارك الصلاة عدو الله، فقد عاش يطعمه الله ويسقيه طول عمره، ومع ذلك لا تجده يقبل على الله ولا يذكره ولا يجالسه ويصلي بين يديه، وهذا لا إيمان له.اللهم! إلا إذا كان عند الموت قبل أن يغرغر قال: لا إله إلا الله وعرف، فإن هذا ينجو من الخلود في النار، ولا يحل أن يبقى في قريتنا أو بيننا وفي عائلتنا من لا يصلي حتى يموت، لماذا لا يصلي، ماذا يكلفه؟ لو أننا التففنا حوله كل يوم ودعوناه وشجعناه لصلى، فالذي لا يصلي من عشرين سنة لو احتسب عليه الناس يدخلون عليه في بيته، في دكانه، واحد يقبله، والآخر يحتضنه، ويقولون له: يا عبد الله! نحن نحبك وكذا، ويخرجوه يصلي، إذا صلى لا يترك الصلاة.كيف أترك أحداً في بيتي لا يصلي حتى يموت؟! كيف يعقل هذا؟ إذا كان كافراً يعمل برنيطة ويقول: أنا كافر. لكن ما دام مؤمناً ويصوم أيضاً لماذا لا يصلي؟ لأننا ما شجعناه، وما دعوناه، وما حاولنا جهدنا في أن يصلي؛ وترك الصلاة كفر كما تعرفون، ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر ) قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم من اجتمع عليه أكثر من غسل في يوم واحد
السؤال: أصبحت يوم الجمعة جنباً فأردت أن أغتسل من الجنابة وأغتسل للجمعة، وأغتسل للإحرام، وأتوضأ للصلاة، فأيهما أقدم؟
الجواب:
هذا تاجر ممتاز. قال: ثلاث غسلات في واحدة: الجمعة والإحرام والجنابة. اغتسل للجنابة، والعمرة والجمعة داخلة في ذلك، فلا تنوها ولا تفكر فيها، أنت اغتسل صباح الجمعة من جنابتك، ويدخل غسل الإحرام والجمعة في ذلك، ولا تغتسل ثلاث مرات. وبالنسبة للوضوء فإنه يغتسل أولاً ثم يتوضأ.
حكم من لم تحتد على زوجها وقد توفيت
السؤال: جدتي توفيت قبل فترة طويلة وكانت تقول: إن زوجها توفي ولم تحتد عليه بسبب غضب بينهما، فهل عليها من كفارة ندفعها عنها الآن؟
الجواب:
هذه المرأة التي ما اعتدت غاضبة على زوجها، فلما مات أبت العدة، تعنترت، فالكفارة التوبة، الاستغفار والندم. فإن ماتت فليس هناك ما يعوض عنها إلا الدعاء والاستغفار لها.
حكم من تسبب في قتل طفل بسيارته ولا يستطيع الصيام
السؤال: رجل تسبب في قتل طفل بسيارته فبرأته المحكمة، لكن لا يستطيع دفع الدية ولا الصيام؟
الجواب:
ينطرح بين يدي الله ويبكي، ويسأله أن يعفو عنه، ولو كنت قادراً على الصيام فيجب أن تصوم شهرين، وإذا كان لا يستطيع الصيام فيبكي ويستغفر عسى الله أن يغفر له، ولا حل إلا هذا.
حكم مصادقة من يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير
السؤال: لي صديق سافر لبلد أجنبية ليكمل دراسته، وهناك بات لا يترك الخمر ويأكل لحم الخنزير المحرم، ويعاشر النساء، فما حكم صداقتي معه، وما حكم الدين في هذا؟
الجواب:
يجب أن تكرهه؛ لأن مولاك كرهه، أما أن ربك يكره وأنت تحب، فأنت عدو الله إذاً، ولست ولياً لله. فالذي يكرهه مولاك اكرهه أنت، والذي يحبه أحبه أنت ولو كان عدوك، وإلا كيف تكون ولياً الله، لا بد من حب ما يحب الله وكره ما يكره الله، أما هذا وقد شرب الخمر وأكل لحم الخنزير فإنه ما وصل إلى هذا الحال إلا بعد أن جهل بالمرة، فالله تعالى لم يعرفه، فكيف تحب من كان هذا حاله؟! إذا كنت قادراً على هدايته، نعم، التحق به وارجع به للصواب، تؤجر أنقذته.
مظاهر تتبع عورات المسلمين
السؤال: بين لنا يا شيخ كيف يكون تتبع عورات المسلمين؟
الجواب:
لو أنكم تتحدثون وإذا بأحدكم يقول: فلان رأيته يغمز النساء، وفلان تظنونه صالحاً والله إنه يأكل الربا، وفلان امرأته تخرج في الشوارع متبرجة. فتجده يبحث عن عورة الإنسان ويقولها: ذاك الشيخ، وذاك الذي قلتم كذا، وبنته كذا، أو هو يفعل كذا. وهذا هو تتبع العورات، وكل هذا حرام ولا يحل أبداً. فتتبع عورات المسلمين خطأ وفسق وفجور، والذي يجب هو الستر عليهم لا فضيحتهم.
حكم من أوصى من يزور المدينة أن يسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام
السؤال: ما حكم من أوصاني بالسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
هذا جاهل، ما أنت بحاجة إلى أن تقول: وصل لي هذه البرقية. أنت الهاتف بيدك، يا رسول الله! كيف تقول: يا فلان! سلم لي على الرسول، عندما تصلي ركعتين وتجلس للتشهد، تحيي الجبار أولاً: التحيات لله والصلوات والطيبات، ثم تقول: السلام عليك أيها النبي، ووالله إنها لتبلغه فوراً كأنه أمامك.أما أن صاحب هذا يحتاج إلى وصي يسلم له على الرسول، فهذا والله من الشيطان، هو لا يصلي على الرسول، يقول: سلم لي عليه، هذا من وسواس إبليس وتعليمه، استقبل القبلة وقل: اللهم صل على محمد وسلم، وصلته. لكن هذا يمنعه الشيطان أن يصلي ويسلم يقول: أنت سلم لي على رسول الله. ولو كان الرسول حياً لا يقبل هذا، فكيف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟! نكتفي بهذا القدر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.